رسالة للاجئين من ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان
سيّداتي وسادتي،
نظراً لأنني تولّيت مؤخّراً دور ممثّل المفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللّاجئين في لبنان، فقد أردت أن أغتنم هذه الفرصة للتعريف عن نفسي وتزويدكم ببعض التحديثات حول الوضع الرّاهن، وحول دعمنا المستمر.
لقد انتقلت إلى لبنان في نهاية شهر كانون الثّاني، وما أدهشني بالفعل منذ اليوم الأوّل، هو كم أصبحت الحياة اليوميّة للناس صعبة. فأنا أشهد يومياً كيف دفعت الأزمة الاقتصادية والمالية المتردّية في البلاد، وجائحة فيروس كورونا، مئات الآلاف من اللّبنانيين واللّاجئين والمهاجرين إلى الفقر المدقع. ولم تعد العائلات، التي كانت قد تمكّنت سابقاً من تحمّل أعباء احتياجاتها الأساسية مثل الإيجار، والوقود، والغذاء، والتكاليف الطبّية، قادرة على تحّمل الأعباء هذه، ونتيجة لذلك، قلّلت هذه العائلات من استهلاكها الغذائي، وغرقت في ديون إضافية، وتخطّت مواعيد طبيّة مهمة.
نواصل توثيق هذه المصاعب وتسليط الضوء على الحاجة الناجمة من ذلك للحصول على المزيد من الموارد للسماح لنا بتوسيع برامج المساعدة التي تقدّمها المفوّضيّة وشركاؤها لتغطية عدد أكبر من العائلات التي هي بأمس الحاجة إلى المساعدة. ومع الزيادة الأخيرة في الموارد المتاحة لنا، أصبحت المفوّضيّة قادرة على توسيع برامج المساعدة الماليّة لتشمل العائلات الأكثر حاجة. وابتداءً من شهر آذار، تعمل المفوّضيّة على زيادة عدد العائلات التى تتلقّى المساعدة الماليّة الشهرية، لتصل إلى 73,000 عائلة مقارنةً بـ 55,500 عائلة في بداية العام 2021. بالإضافة إلى ذلك، ستضمّ المفوّضيّة حوالى 6,000 عائلة إلى البرنامج عينه في شهر نيسان، لتصل إلى مجموع 79,000 عائلة. وللتعويض إلى حدٍّ ما عن التضخّم والارتفاع الحاد في الأسعار خلال العام الماضي، رُفعت قيمة المساعدة من 262,500 ليرة لبنانيّة في العام 2019، إلى 400,000 ليرة لبنانية لكل عائلة منذ أيّار2020.
كما أنهت المفوّضيّة لتوّها برنامج المساعدة الشّتوية، الذي شمل هذا الموسم أكثر من 201,000 عائلة، بالإضافة إلى 8,174 عائلة لبنانيّة بحاجة للمساعدة لتأمين احتياجاتها الأساسيّة. كما رُفعت قيمة المبلغ الإجمالي بالليرة اللبنانية من 562,500 في العام 2019 إلى 954,000 لكل عائلة في العام 2020، وتمكّنت المفوّضيّة من تأمين حصص من المواد الأساسية إلى 23,460 عائلة بحاجة إلى دعم طارئ خلال فصل الشّتاء. كن متأكّداً أن المفوّضيّة تدعو الدّول المانحة باستمرار لتوسيع برامج المساعدة الخاصّة بها.
أمّا في ما يتعلّق بوضع جائحة فيروس كورونا، فقد بذلت المفوّضيّة، بالتّعاون مع شركائها، جهوداً مشتركة منذ بداية الوباء، لضمان إدراج اللّاجئين بالكامل في خطّة الإستجابة الوطنيّة ضدّ انتشار فيروس كورونا. وخصّصت المفوّضية مبلغ31.5 مليون دولار أميريكي لزيادة القدرة الإستيعابيّة في بعض المستشفيات الحكوميّة، وبناء مراكز عزل للمصابين بالفيروس، وذلك لضمان قدرة كافية للاجئين للوصول إلى الخدمات والعلاجات اللازمة. وستواصل أيضاً المفوّضيّة تغطية %100 من تكاليف الإستشفاء، بما في ذلك فحص فيروس الكورونا التشخيصي (اختبارPCR) في المستشفيات الحكوميّة من خلال نكستكير.
يبدأ لبنان الآن حملته الوطنية للتلقيح ضدّ فيروس كورونا. ستوزّع جميع اللّقاحات مجاناً على المقيمين في لبنان كافّةً، بمن فيهم اللاجئين والمهاجرين، وستعطى الأولوية للأشخاص الأكثر حاجة مثل كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاماً أو الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية. لذلك، تشجّع المفوّضيّة جميع اللّاجئين و الأشخاص عديمي الجنسية (مكتومي القيد) على التسجيل في المنصّة الخاصة بلقاح فيروس كورونا على https://covax.moph.gov.lb/impactmobile/vaccine
لسوء الحظ، لا يزال وضع فيروس كورونا في لبنان حرجاً، مع وجود أعداد كبيرة جداً من الإصابات وارتفاع عدد حالات الإستشفاء، والوفيات. المستشفيات في جميع أنحاء لبنان مكتظة. لذلك، يرجى الاستمرار في ارتداء الكمامة وغسل اليدين باستمرار والحفاظ على التباعد الإجتماعي. وفي حين أن إطلاق حملة التّلقيح هو نقطة البداية، فإن التّوزيع سيستغرق أشهر وعلينا جميعاً توخّي الحذر الشديد.
وأيضاً، نشجّع الجميع، بما في ذلك موظفينا، على الاستمرار في الالتزام بإجراءات الإغلاق طالما هي مطبّقة، والتّقدم بطلب للحصول على أذونات التّنقل عند الحاجة.
ونظراً لقيود الإغلاق المستمرّة، تبقى مراكز الاستقبال التّابعة للمفوضيّة مغلقة للمواعيد، ولكنّها ستستأنف عملها ما إن يسمح الوضع المتعلّق بفيروس كورونا بذلك. أمّا في الوقت الحالي، فتستمر جميع الإجراءات الضروريّة، ويبقى مركز الاتّصال وخطوط المساعدة التابعة للمفوضيّة شغّالة بهدف التواصل معنا، كما وتبقى جميع منصّات التواصل الاجتماعي على علم بأي جديد. لا يزال المجتمع الدولي في حالة تأهّبٍ تام لمساعدة لبنان على الخروج من هذه الأزمة الاقتصادية، وسنبذل قصارى جهدنا لحشد المزيد من الدعم.
يرجى الحفاظ على سلامتكم.
أياكي إيتو